الخميس، 11 أغسطس 2022

القران رحمة...

القرآن رحمة ..

العينُ المُبصرة لبهرجة الحياة ، حِين تتعلق بأصحابِ الدُّنيا .. تنظر إلى مُتعِ أهلها الفاخرة، ومراكبهم الوثيرة ، وزخرف مايتزينون به على غيرهم افتخاراً ورغبة منهم في الانفراد ، هذه العين تجرّ الحسرة إلى القلوب جراً يجرح مشاعر الإيمان ، ويقطع أوداج البقاء ؛ فتبقى تلك القلوب معدومة الراحة والطمأنينة ، حتى تغدوا ( مُقفرة ) من معاني الفرح بما قد آتاهم الله من نعمٍ قد أحاطت بهم في الباطن وتجللتهم في الظاهر ..
..
إن " صاحب القرآن " الذي عاش معه يتلوه في ليله ونهاره في قعوده وقيامه في جلوسه وعند انطلاقته ومشيه بل وعلى جنبه إنه يأخذ الأجزاء من كتاب الله في صوتٍ جميل ، يتضوّع مسك تلاوته في حياته لتصفو منه الساعات وتجمل عنده الأوقات ، وكأنه مُعلق بمددٍ  يأخذ بيده عند كل عثرة ، ويُقيمه مع كل اعوجاج ، ويصرفه عن علائق الدنيا الوخيمة كلما برز منها عمود فتنة ، أو ظهر معها جواذب إغراء تسحر القلوب الخاوية ، وتسحب خُطام فئام منها فهم فيها متناوشون متراشقون يبتدرون كل منزلة ويحرصون على أُبهاتها ..حِرص الغريق على النجاة ...
إن القاريء الذي قد أخذ القرآن بهذا المعنى يُحس بمعنى كون كتاب الله " رحمة " ، والحياة ليس فيها وإن طال متاعها من معنى إن فُقِد فيها " بلسم الرحمة "  ذلك البلسم الذي يمسح عن القلب رهق الشتات ، ويكبت عن النفس نزوات الشرود ، ويعصمها من هفوات الطريق ، ويزيح عنها عوائقه وقواطعه ..

..
إن أولئك الذين لهم ورد قُرآني مُطول .. ولهم نصيب من قنوت معه . إن أولئك يشعرون بتمام الرِّضا في كل ليلة ويبتدون أسباب السعادة ابتدارا لا يقبل التردد ، ولا يعرف الانقطاع ؛ وهم في ذلك أنس من الله ورحمة غايتهم رحمة الله ورحمته تعالى مكتوبة لأهلها 
( إن رحمت الله قريب من المحسنين )

اللهم.. اشرح صدرونا بطاعتك ..

        ..الشيخ -أحمد المُغيَِري..
 http://cutt.us/WQPtD
➖

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق